قصة رعب: الظلام الذي لا ينتهي
في قرية صغيرة تُدعى "وادي الظلال"، كانت الحياة بسيطة وهادئة. القرية محاطة بغابة كثيفة، وكانت الشمس نادرًا ما تخترق الأشجار العالية، مما جعل القرية دائمًا في ظلٍ خفيف. لكن هذا الظل لم يكن مجرد ظل طبيعي، بل كان له سرٌ مظلم.
كانت القرية تعيش في سلام لسنوات طويلة، حتى حدث شيء غريب. في ليلة من ليالي الخريف الباردة، اختفت طفلة صغيرة تُدعى "ليلى" فجأة دون أي أثر. بحث الجميع عنها، لكنهم لم يعثروا على أي شيء. بعد أسبوع، عُثر على جثتها في الغابة، وكانت حالتها غريبة: عيناها مفتوحتان على مصراعيهما، وكأنها رأت شيئًا مرعبًا قبل موتها.
منذ ذلك اليوم، بدأت أحداث غريبة تحدث في القرية. الناس كانوا يسمعون أصواتًا غريبة ليلًا، وكأن شخصًا ما يتجول في الشوارع المظلمة. البعض كان يرى ظلالًا تتحرك بسرعة، لكن عندما يلتفتون، لا يجدون أحدًا. الخوف بدأ يسيطر على القرية، والناس كانوا يخشون الخروج ليلًا.
الظهور الأول
في إحدى الليالي، كان "عمر"، أحد سكان القرية، يعود إلى منزله بعد يوم عمل شاق. كان الجو باردًا، والرياح تعصف بالأشجار. بينما كان يمشي في الشارع الضيق، شعر بشيء ما يراقبه. التفت حوله، لكنه لم يرَ شيئًا. استمر في المشي، لكن الإحساس بالمراقبة لم يختفِ.
فجأة، سمع صوت خطوات خلفه. توقف، والتفت مرة أخرى، لكن الشارع كان فارغًا. بدأ يشعر بالقلق، وأسرع خطواته. لكن الخطوات بدأت تقترب أكثر فأكثر، وكأنها تلاحقه. عندما وصل إلى منزله، كان يتنفس بسرعة، ويده ترتجف وهو يحاول فتح الباب.
دخل إلى المنزل وأغلق الباب خلفه، لكنه سمع صوتًا مرعبًا يهمس في أذنه: "أنت التالي."
صُدم عمر، وبدأ يصرخ، لكن عندما التفت حوله، لم يرَ أحدًا. أخبر أهله بما حدث، لكنهم لم يصدقوه، وقالوا إنه مجرد تعب من العمل.
الانتشار
بعد ذلك الحادث، بدأت حوادث مشابهة تحدث لأشخاص آخرين في القرية. البعض كانوا يسمعون أصواتًا غريبة، والبعض الآخر كانوا يرون ظلالًا تتحرك في الظلام. الخوف بدأ يسيطر على الجميع، والناس كانوا يخشون الخروج منازلهم بعد غروب الشمس.
في أحد الأيام، قرر مجموعة من الشباب التحقيق في الأمر. كانوا يعتقدون أن هناك شخصًا ما يتلاعب بهم، أو ربما وحشًا يعيش في الغابة. قرروا التوجه إلى الغابة ليلًا لمعرفة الحقيقة.
الرحلة إلى الغابة
في ليلة مظلمة، تجمع الشباب عند مدخل الغابة. كانوا مسلحين بالفؤوس والعصي، ومصمين على اكتشاف السر. دخلوا الغابة، وكان الجو مليئًا بالرهبة. الأشجار كانت تبدو وكأنها تحيط بهم من كل جانب، والرياح كانت تعصف بأوراق الشجر، مما يخلق أصواتًا مرعبة.
بعد ساعات من البحث، لم يعثروا على أي شيء. كانوا على وشك العودة، عندما سمعوا صوتًا غريبًا يأتي من بعيد. تبعوا الصوت، حتى وصلوا إلى كهف مظلم.
دخلوا الكهف، وكان الجو باردًا ورطبًا. في وسط الكهف، وجدوا تمثالًا غريبًا لشخص يبدو وكأنه يرتدي عباءة سوداء. التمثال كان مثيرًا للرعب، وعيناه كانتا تبدوان وكأنهما تتابعانهم.
فجأة، سمعوا صوتًا يهمس في الظلام: "لقد أتيتم إلى هنا طواعية."
صُدموا، وحاولوا الهروب، لكن الباب أغلق فجأة. حاولوا فتحه، لكنه كان مغلقًا بإحكام. بدأوا يشعرون بالرعب، وكأنهم محاصرون في هذا المكان المظلم.
الكشف عن الحقيقة
في تلك اللحظة، ظهر شخصٌ من الظلام. كان يرتدي عباءة سوداء، ووجهه كان مخفيًا. قال لهم: "لقد أتيتم إلى هنا لتعرفوا الحقيقة. هذه القرية ليست سوى مكان للعذاب. كل من يدخلها لن يخرج منها أبدًا."
بدأ الشباب يشعرون بالذعر، وحاولوا الهروب، لكن الشخص الأسود أمسك بهم واحدًا تلو الآخر. في النهاية، لم يتبقَ سوى واحد منهم، وهو "محمد"، الذي كان يصرخ ويحاول الهروب.
قبل أن يمسكه الشخص الأسود، سمع صوتًا يأتي من بعيد. كان صوتًا لرجل عجوز، وهو يقول: "هذا ليس مكانك. اخرج قبل أن يفوت الأوان."
بسرعة، حاول محمد الهروب، ووجد الباب مفتوحًا. خرج من الكهف وركض بسرعة إلى القرية. عندما وصل، أخبر الجميع بما حدث، لكنهم لم يصدقوه.
النهاية
بعد ذلك الحادث، اختفى الشباب الذين دخلوا الغابة، ولم يعثر عليهم أبدًا. محمد كان الشخص الوحيد الذي نجا، لكنه كان يعيش في خوف دائم. القرية أصبحت مكانًا مهجورًا، والناس بدأوا يغادرونها واحدًا تلو الآخر.
في النهاية، أصبحت القرية مكانًا مهجورًا، ولم يعد أحد يعيش فيها. لكن في الليالي المظلمة، يمكن سماع أصوات غريبة تأتي من الغابة، وكأنها تذكر الناس بالظلام الذي لا ينتهي.
إرسال تعليق